أسباب الســـعادة
ـ كثير من الناس يفضلون تفصيل القول في مفردات السعادة ، ولا يكتفون بالقول المجمل الذي رد الســعادة إلى طاعة الله ومحبته والإقبال عليه ، وعكوف القلب على مشاهدة مننه وآياته 0 ، ولهؤلاء نقول :
إن للسعادة أسبابا كثيرة منــها :ـ
1ـ التوحيد والإيمان :
فعلى حسب كمال توحيد العبد وإيمانه تكون سعادته وانشراح صدره 0
قال تعالى : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) " الأنعام : 125 " ، وقال تعالى : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) " التغابن : 11 " 0
2ـ تزكية النفس :
فمن اجتهد في تزكية نفسه وترقيتها حتى يبلغ درجة الإحسان ، فقد فاز بسعادة الدنيا وسعادة الآخرة ، والنفس تزكو بالتوحيد ، وفعل الواجبات وترك المحرمات ، والاجتهاد في نوافل الطاعات 0
3ـ الصـــلاة :
فالصلاة من اعظم أسباب السعادة ، ولذلك فلقد جعلت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة لما فيها من مناجاة للخالق سبحانه ، والتنعم بذكره ، والتذلل والخضوع له ، والقرب منه ولاسيما في حال السجود ، وتلك الحال اقرب ما يكون العبد فيها من ربه ، ولذلك فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول لبلا : " يا بلال أرحنا بالصلاة " (رواه احمد وأبو داود وصححه الألباني) 0
4ـ الرضــا والقنــاعة :
إن شعور الإنسان بالرضا والقناعة من اعظم أسباب السكينة النفسية التي هي سر السعادة ، فالمؤمن إذا ابتلى بمرض أو فقر أو نحوه من الأعراض ، تجده راضيا قرير العين ، لا يتطلب بقلبه أمرا لم يقدر له ، بل ينظر إلى من هو دونه ولا ينظر إلى من هو فوقه ، فهو راض عن ربه ، موقن تمام اليقين بان تدبير الله له افضل من تدبيره لنفسه ، ورحمته به اعظم من رحمة أبويه به ، ولذلك فهو في سعادة دائمة ونعيم مستمر 0
5ـ الإكثار من ذكر الله :
فذكر الله تعالى من اكبر أسباب انشراح الصدر وطمأنينة النفس ، وله تأثير عجيب في زوال الهم والغم ، قال الله تعــالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ الْقُلُوبُ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) " الرعد : 28 " 0
6 ـ العلم النافــع :
فالعلم يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا ، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس ، وقد سبق الكلام عن السعادة بالعلم 0
7 ـ الإحسان إلى الخــلق :
ومن أسباب السعادة وانشراح الصدر : الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه والنفع بالبدن ، فان الكريم المحسن اشرح الناس صدرا ، وأطيبهم نفسا ، وأنعمهم قلبا 0
8 ـ ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والاكل والنوم :
فالتفريط في هذه الأمور من مفسدات القلب التي تسبب له الآلام والغموم والضيق والحصر والعذاب الدائم ، لا يسعد القلب إلا بترك ذلك 0
9ـ محبة الله تعالى والإنابة إليه :
فلا شيء اشرح لصدر العبد من محبته لربه والإنابة إليه والإقبال عليه ، والتنعم بعبادته 0
ـ ومن اعظم أسباب التعاسة وضيق الصدر :
الأعراض عن الله تعالى ، والغفلة عن ذكره ، وتعلق القلب بغيره ومحبة سواه 0
10ـ التوبة والاستغفار 0
11ـ الشكر على النعماء 0
12ـ الصبر على البلاء : وقد تقدم أن هذه الثلاثة هي عنوان السعادة 0
13ـ الدعاء وتلاوة القران 0
فكل واحد يحس حال الدعاء وتلاوة القران بسكينة وطمأنينة وانشراح صدر لا يشعر بها إلا في هذا الموضع 0
14ـ قوة القلب وثبــاته :
فمتى اعتمد القلب على الله ، وتوكل عليه ، ولم يستسلم للأوهام ، ولا ملكته الخيالات السيئة ، ووثق بالله ، وطمع في فضـله ، اندفعت عنه الهموم والغموم ، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية 0
15ـ صــحبة الأخيار :
فان الطبع يسرق من خصال المخالطين ، فإذا خالط المرء أهل السعادة تأثر بهم وحذا حذوهم وإذا خالط أهل الشقاوة شقي مثلهم 0
16ـ الطموح والتفاؤل والأمل :
فان الاستسلام لليأس والقنوط يورث الهم والغم والحزن والقلق والاضطراب ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم " يحب الفأل ويكره الطيرة " (رواه احمد والبيهقي وصححه الألباني) 0
17ـ طول العمر مع حسن العمــل :
فعن أبي بكرة عن أبيه أن رجلا قال : يا رسول الله _، أي الناس خير ؟ قال : " من طال عمره وحسن عمله " ، قال : فأي الناس شر ؟ قال : " من طال عمره وساء عمله " ( احمد والترمذي) 0
18ـ بر الوالدين وصلة الأرحام :
فإذا بر الإنسان والديه ووصل أرحامه شعر بالسعادة والطمأنينة وانشراح الصدر ، وإذا عق والديه وقطع أرحامه شعر بالضيق والذنب والهم والقلق 0
19 ـ الكســب الحـلال :
فالمرء إذا شعر انه يأكل مالا حلالا طيبا استراح قلبه واطمـأنت نفسه ، أما إذا كان مطعمه حراما ، ومشربه حراما ، وملبسه حراما ، فانه يكون خبيث النفس ، مضطرب الفؤاد ، ينتظر في أي لحظة أن ينكشف أمره وينادى عليه بالفضيحة والعار 0
20ـ الزوجة والجار والمركب والمسكن :
فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء ، وأربع من الشقاء : المرأة السوء والجار السوء ، والمركب السوء ، والمسكن الضيق " ( رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني ) 0
ـ وهناك أسباب أخرى للسعادة غير هذه يصعب حصرها ، فكل ما أمر الشارع وحث عليه ورغب فيه فهو من أسباب السعادة ، وكل مات نهى عنه وحذر منه فهو من أسباب الشقاء 0
هذا السعيد
هذا لعمري شـأن ذي الايمــا ***** ن أو شــان الســعيد
لا حــزن لا نــدم علـــى ***** أمس فأمس لا يعـود
لا خوف من غــده فخــو ***** ف غد ظنــون لا تفيد
لا حرص لا طمــع فــــدا *****ء الحرص كم يفري الكبود
فلئن يعـش فهـو الســـعيد ***** وان يمت فهـو الشـهيد
قل للذي نشــد الســـعادة ***** دونـك النبــع الفريـد
إن الســعادة منـك لا تأتيك ***** من خلف الحـــــدود
هي بنت قلبك بنـــت عقلـك ***** ليس تشــرى بالنقــود
فأســعد بذاتــك أو فــدع ***** أمر الســــعادة للسعيد
ـ كثير من الناس يفضلون تفصيل القول في مفردات السعادة ، ولا يكتفون بالقول المجمل الذي رد الســعادة إلى طاعة الله ومحبته والإقبال عليه ، وعكوف القلب على مشاهدة مننه وآياته 0 ، ولهؤلاء نقول :
إن للسعادة أسبابا كثيرة منــها :ـ
1ـ التوحيد والإيمان :
فعلى حسب كمال توحيد العبد وإيمانه تكون سعادته وانشراح صدره 0
قال تعالى : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) " الأنعام : 125 " ، وقال تعالى : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) " التغابن : 11 " 0
2ـ تزكية النفس :
فمن اجتهد في تزكية نفسه وترقيتها حتى يبلغ درجة الإحسان ، فقد فاز بسعادة الدنيا وسعادة الآخرة ، والنفس تزكو بالتوحيد ، وفعل الواجبات وترك المحرمات ، والاجتهاد في نوافل الطاعات 0
3ـ الصـــلاة :
فالصلاة من اعظم أسباب السعادة ، ولذلك فلقد جعلت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة لما فيها من مناجاة للخالق سبحانه ، والتنعم بذكره ، والتذلل والخضوع له ، والقرب منه ولاسيما في حال السجود ، وتلك الحال اقرب ما يكون العبد فيها من ربه ، ولذلك فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول لبلا : " يا بلال أرحنا بالصلاة " (رواه احمد وأبو داود وصححه الألباني) 0
4ـ الرضــا والقنــاعة :
إن شعور الإنسان بالرضا والقناعة من اعظم أسباب السكينة النفسية التي هي سر السعادة ، فالمؤمن إذا ابتلى بمرض أو فقر أو نحوه من الأعراض ، تجده راضيا قرير العين ، لا يتطلب بقلبه أمرا لم يقدر له ، بل ينظر إلى من هو دونه ولا ينظر إلى من هو فوقه ، فهو راض عن ربه ، موقن تمام اليقين بان تدبير الله له افضل من تدبيره لنفسه ، ورحمته به اعظم من رحمة أبويه به ، ولذلك فهو في سعادة دائمة ونعيم مستمر 0
5ـ الإكثار من ذكر الله :
فذكر الله تعالى من اكبر أسباب انشراح الصدر وطمأنينة النفس ، وله تأثير عجيب في زوال الهم والغم ، قال الله تعــالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ الْقُلُوبُ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) " الرعد : 28 " 0
6 ـ العلم النافــع :
فالعلم يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا ، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس ، وقد سبق الكلام عن السعادة بالعلم 0
7 ـ الإحسان إلى الخــلق :
ومن أسباب السعادة وانشراح الصدر : الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه والنفع بالبدن ، فان الكريم المحسن اشرح الناس صدرا ، وأطيبهم نفسا ، وأنعمهم قلبا 0
8 ـ ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والاكل والنوم :
فالتفريط في هذه الأمور من مفسدات القلب التي تسبب له الآلام والغموم والضيق والحصر والعذاب الدائم ، لا يسعد القلب إلا بترك ذلك 0
9ـ محبة الله تعالى والإنابة إليه :
فلا شيء اشرح لصدر العبد من محبته لربه والإنابة إليه والإقبال عليه ، والتنعم بعبادته 0
ـ ومن اعظم أسباب التعاسة وضيق الصدر :
الأعراض عن الله تعالى ، والغفلة عن ذكره ، وتعلق القلب بغيره ومحبة سواه 0
10ـ التوبة والاستغفار 0
11ـ الشكر على النعماء 0
12ـ الصبر على البلاء : وقد تقدم أن هذه الثلاثة هي عنوان السعادة 0
13ـ الدعاء وتلاوة القران 0
فكل واحد يحس حال الدعاء وتلاوة القران بسكينة وطمأنينة وانشراح صدر لا يشعر بها إلا في هذا الموضع 0
14ـ قوة القلب وثبــاته :
فمتى اعتمد القلب على الله ، وتوكل عليه ، ولم يستسلم للأوهام ، ولا ملكته الخيالات السيئة ، ووثق بالله ، وطمع في فضـله ، اندفعت عنه الهموم والغموم ، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية 0
15ـ صــحبة الأخيار :
فان الطبع يسرق من خصال المخالطين ، فإذا خالط المرء أهل السعادة تأثر بهم وحذا حذوهم وإذا خالط أهل الشقاوة شقي مثلهم 0
16ـ الطموح والتفاؤل والأمل :
فان الاستسلام لليأس والقنوط يورث الهم والغم والحزن والقلق والاضطراب ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم " يحب الفأل ويكره الطيرة " (رواه احمد والبيهقي وصححه الألباني) 0
17ـ طول العمر مع حسن العمــل :
فعن أبي بكرة عن أبيه أن رجلا قال : يا رسول الله _، أي الناس خير ؟ قال : " من طال عمره وحسن عمله " ، قال : فأي الناس شر ؟ قال : " من طال عمره وساء عمله " ( احمد والترمذي) 0
18ـ بر الوالدين وصلة الأرحام :
فإذا بر الإنسان والديه ووصل أرحامه شعر بالسعادة والطمأنينة وانشراح الصدر ، وإذا عق والديه وقطع أرحامه شعر بالضيق والذنب والهم والقلق 0
19 ـ الكســب الحـلال :
فالمرء إذا شعر انه يأكل مالا حلالا طيبا استراح قلبه واطمـأنت نفسه ، أما إذا كان مطعمه حراما ، ومشربه حراما ، وملبسه حراما ، فانه يكون خبيث النفس ، مضطرب الفؤاد ، ينتظر في أي لحظة أن ينكشف أمره وينادى عليه بالفضيحة والعار 0
20ـ الزوجة والجار والمركب والمسكن :
فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء ، وأربع من الشقاء : المرأة السوء والجار السوء ، والمركب السوء ، والمسكن الضيق " ( رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني ) 0
ـ وهناك أسباب أخرى للسعادة غير هذه يصعب حصرها ، فكل ما أمر الشارع وحث عليه ورغب فيه فهو من أسباب السعادة ، وكل مات نهى عنه وحذر منه فهو من أسباب الشقاء 0
هذا السعيد
هذا لعمري شـأن ذي الايمــا ***** ن أو شــان الســعيد
لا حــزن لا نــدم علـــى ***** أمس فأمس لا يعـود
لا خوف من غــده فخــو ***** ف غد ظنــون لا تفيد
لا حرص لا طمــع فــــدا *****ء الحرص كم يفري الكبود
فلئن يعـش فهـو الســـعيد ***** وان يمت فهـو الشـهيد
قل للذي نشــد الســـعادة ***** دونـك النبــع الفريـد
إن الســعادة منـك لا تأتيك ***** من خلف الحـــــدود
هي بنت قلبك بنـــت عقلـك ***** ليس تشــرى بالنقــود
فأســعد بذاتــك أو فــدع ***** أمر الســــعادة للسعيد